لم تعد فكرة أننا بحاجة إلى زيادة جهود إعادة التدوير مثيرةً للجدل، بل يرغب معظمنا اليوم بالمساهمة في ذلك. لكن لسوء الحظ، لا تتحول هذه الرغبة دائماً إلى أفعال على أرض الواقع. تكمن المعركة الحقيقية اليوم في جعل عملية إعادة التدوير أسهل. ومن المرجح أن تصبح تكنولوجيا جديدة مبتكرة هي سلاح الفوز بهذه المعركة. تابع القراءة لتتعرّف على حلنا المبتكر: الحاوية الذكية.
ما سبب أهمية إعادة التدوير؟
تعتمد معظم نماذج العمل البيئي على نهج ثلاثي المحاور: التقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير. وقد يكون للعنصرين الأولين تأثيراتٌ أطول أمداً، إلا أن عنصر إعادة التدوير هو حيث من المفترض أن يكون من الأسهل على المستهلكين إجراء تغييرات فورية.
في منطقة الشرق الأوسط، تعتبر الزجاجات البلاستيكية من أهم الأمثلة على مشكلة بيئية كبيرة وقابلة للحل في الوقت نفسه. حيث يستخدم الشخص العادي في دولة الإمارات على سبيل المثال زجاجات المياه المعبأة أكثر من أي دولة أخرى، بما يقدر بحوالي 450 زجاجة بلاستيكية سنوياً. وتكمن المفارقة في أن إنتاج البلاستيك غير فعال لدرجة أن 90% من تكلفة تصنيع المياه المعبأة ينفق على الزجاجة نفسها.
والتخلص من الزجاجات على شكل نفايات ليس نهجاً بيئياً مستداماً وقابلاً للاستمرار. فحرق هذه النفايات يؤدي إلى إطلاق غازاتٍ سامة بينما يؤدي إرسالها لمدافن النفايات إلى تلويث التربة والمياه.
يقدّر معدل إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية في دولة الإمارات بحوالي 20 بالمائة فقط. والذي يعد هدراً، خاصةً مع توفر إمكانية إعادة تدوير الزجاجات بكفاءة لإنتاج كل أنواع المواد تقريباً مثل الألياف البلاستيكية والمنسوجات وصولاً إلى الزجاجات المخصصة للاستخدام الغذائي.
وتعتبر إمداد من بين الشركات التي تعمل على حل هذه المشكلة. حيث تعد منشأة فرز لاستعادة المواد هي المنشأة الرائدة والأكثر كفاءة من نوعها في المنطقة في هذا المجال، وتعمل على تحويل النفايات إلى مجموعة من المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام للأغراض التجارية.
لماذا يقاوم المستهلكون إعادة تدوير الزجاجات؟
يدرك معظم الناس اليوم أن الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تمثل مشكلة، إلا أنها في الوقت ذاته تشكل منتجاً مريحاً وملائماً لنمط الحياة العصري، خاصةً في بلدٍ يسوده طقس حار مثل دولة الإمارات، فإن توفر مياه الشرب في متناول اليد أمرٌ ضروري بالنسبة للكثيرين. حيث تعتبر هذه الزجاجات البلاستيكية من المنتجات المستخدمة يومياً في دولة الإمارات لدرجة أن الكثير من الناس لا يقلقون حيال كيفية التخلص منها بطريقة مسؤولة. لذلك فإن العادة، وفي بعض الحالات عدم الوعي بالعواقب، هي ما تمنع الكثير من الناس من إعادة التدوير.
تبذل السلطات والمؤسسات الأخرى جهوداً كبيرة لتثقيف الجمهور حول المشكلات المتعلقة بالنفايات البلاستيكية، وقد تم إحراز تقدمٍ كبير في هذا المجال، إلا أنه لا تزال هناك حاجة للقيام بالمزيد لضمان إحداث تغيير حقيقي.
وفي الوقت نفسه، فإن الافتقار إلى مرافق إعادة التدوير يمكن أن يزيد من صعوبته، إلى جانب افتقار الكثيرين إلى المعرفة بما يمكن وما لا يمكن إعادة تدويره. كما أنها مشكلة واسعة النطاق لدرجة يصعب معها في كثيرٍ من الأحيان معرفة ما إذا كانت جهودك تُحدث أي فرق على أرض الواقع.
حل الحاوية الذكية
تنوي إمداد إطلاق تجربة للحاويات الذكية، من خلال توفيرها في البداية في بعض جهات الرعاية الصحية في دبي. وللحد من عملية الفرز المكلفة، لن تفتح الحاويات إلا لإدخال الزجاجات البلاستيكية من مادة البولي إيثيلين تريفثاليت (PET)، والتي يتم التعرّف عليها بواسطة ماسح ضوئي للرموز الشريطية.
كما ستقوم الماسحات الضوئية أيضاً بجمع ثروة من البيانات حول الزجاجات من أجل تحسين جهود إعادة التدوير بشكلٍ عام. وتولد أرقاماً دقيقة لعدد الزجاجات المعاد تدويرها (والوفورات المحققة في الانبعاثات والمواد الخام). وستُظهر البيانات أيضاً أي الحاويات هي الأسرع امتلاءاً، ومن المحتمل أن تكشف عن أنماط حول الأماكن التي يكون فيها الأفراد أكثر استعداداً لإعادة التدوير ومدى استعدادهم لذلك.
ويمكن استخدام هذه التكنولوجيا ضمن برنامج مكافآت يتمكن المستخدمون فيه من تتبع عدد الزجاجات التي يقومون بإعادة تدويرها بالضبط. ويمكن أن تشمل الحوافز أنشطة اجتماعية مثل المسابقات أو مكافآتٍ ملموسة أكثر مثل القسائم أو الخصومات على المشتريات.
يمكن للحاويات أيضاً وزن الزجاجات وتقدير مدى امتلائها عند التخلص منها. والذي من شأنه تقديم نظرة أوضح على الافتراضات القائلة بأن البعض يقوم برمي زجاجات المياه حتى قبل الانتهاء من شربها. والذي يكشف بدوره ما إذا كانت هناك ضرورة لإطلاق حملات أوسع لتشجيع التغييرات الثقافية والسلوكية في دولة الإمارات.
ستتيح الرموز الشريطية على الزجاجات أيضاً تتبع عملية إعادة التدوير بأكملها، مما يوفر رؤية أوضح لتكاليف الطاقة المطلوبة للنقل والمعالجة مقارنة بإنتاج زجاجاتٍ جديدة من الصفر. والذي يمكن أن يدعم أفضلية إعادة التدوير.
ستقوم إمداد بتحليل النتائج الأولية للتجربة قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية، إلا أن من المتوقع توسيع نطاق التجربة. وهذا كله جزء من التزام إمداد الأكبر بمسؤوليتها البيئية. ونؤمن بأنه الخيار الأمثل لعدة أسباب: إفادة المجتمع، وتلبية رؤية دبي الوطنية، إلى جانب كونه في حد ذاته خطوة أعمالٍ ذكية.
الخلاصة
يبدو أن الحاويات الذكية ستلعب دوراً هاماً في استراتيجية إعادة التدوير الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة. سواءً كان ذلك من حيث تأثيرها المباشر أو من حيث إثبات قدرة التكنولوجيا على تحسين معدلات إعادة التدوير من خلال التأثير على السلوك. لا ندّعي بأن الحاويات المزودة بماسحات ضوئية للرموز الشريطية ستكون الحل المطلق للمشكلة في حد ذاتها، إلا أنها يمكن أن تمهد الطريق لحل أشمل وزيادة إشراك المستهلكين في جهود إعادة التدوير.
ترقبوا إضافة المزيد من مواقع الحاويات الذكية في جميع أنحاء دبي ودولة الإمارات ككل مع توسع المشروع. ويمكنكم في الوقت الحالي التواصل معنا في حال كانت لديكم أي أسئلة أو استفسارات حول هذه التكنولوجيا الجديدة.