تأثر قطاع إدارة المرافق كغيره من القطاعات بشكل كبير بالتكنولوجيا الحديثة. ولقد أصبحت أنظمة إدارة المرافق بمساعدة الحاسوب CAFM محورية في أعمال هذا القطاع وتطورت باستمرار لتواكب أحدث التقنيات في الحوسبة السحابية والهواتف المحمولة والذكاء الاصطناعي.
قبل أن نقيم الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في قطاع إدارة المرافق يجب علينا أن نستذكر ونفهم الأهداف العامة لمزودي الخدمات في هذا القطاع، والتي تشمل بشكل رئيسي:
الحلول التي تساعد على تحقيق هذه الأهداف، سواء كانت تكنولوجية أو غير ذلك، هي التي تحظى باهتمام وفرص أوسع للتطبيق.
هناك العديد من الأمثلة على المشكلات التي يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في تجنبها وبالتالي تجنب آثارها التي قد تكون جسيمة مالياً، ومن هذه الأمثلة نذكر أعطال المعدات التي يمكن لها أن تعطل سائر مجريات الأعمال، وإهمال الصيانة الذي يؤدي إلى عمليات إصلاح مكلفة، والاستخدام غير الكفؤ للموارد، وازدواج العمل الخاطئ أو العمالة الزائدة عن الحاجة. كما يمكن لهذه المشكلات أن تكون أكثر خطورةً كما هو الحال عند تعطل معدات السلامة من الحرائق على سبيل المثال.
تساعدنا التكنولوجيا على الوقاية من هذه المشكلات وغيرها، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تعمل وتتوقف أنظمة الإضاءة الذكية القائمة على الحركة تلقائياً مما يقلل تكاليف الطاقة. وبالمثل، يمكن قياس ناتج الطاقة من مواقع مركزية باستخدام ضوابط تحكم ومتغيرات آلية توضع للحد من الهدر .
تعمل هذه الحلول على توظيف قدرة التكنولوجيا على قياس وتحليل واكتشاف الأنماط في مجموعات البيانات الكبيرة، لتقوم بعد ذلك إما بتطبيق الحلول الآلية أو تنبيه الفرق البشرية لإجراء الإصلاحات المطلوبة وأخيراً التحقق من نتائج الحلول وقياسها (من حيث توفير الطاقة على سبيل المثال).
سمح الذكاء الاصطناعي لهذه الحلول بأن تكون أكثر فاعلية من قبل وعمل على توسيع نطاق استخدامات التكنولوجيا. وقد أثبت التعلم الآلي، الذي يعد مجالاً فرعياً من الذكاء الاصطناعي، فائدته بشكل خاص في مراقبة مستويات المخزون وتحديد وقت الحاجة إلى طلب قطع الغيار. من المجالات الفرعية الأخرى للذكاء الاصطناعي كذلك معالجة اللغات الطبيعية التي تساعد بشكلٍ خاص في التفاعلات مع العملاء، وتستفيد مراكز الاتصال في قطاع إدارة المرافق من هذه التقنية بما في ذلك استخدام روبوتات الدردشة التفاعلية.
ويعد علم الروبوتات من المجالات التي سمحت بتحقيق تطورات كبيرة على صعيد الإنتاجية. فعلى سبيل المثال، استخدام الطائرات بدون طيار لتفقد مجاري هواء أنظمة التكييف وقطع أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء عن بُعد أتاح التقاط بيانات أكثر دقة مما قلل من نفقات التوظيف وأخطاء الملاحظة.
هناك حاجة لتبني أساليب جديدة للقيام بالأعمال مع التغير الحاصل في قطاع إدارة المرافق. ولكن على الرغم من القيمة المضافة الكبيرة التي يمكن جنيها من التقنيات الجديدة، إلا أنه يبقى من المهم لمزودي خدمات إدارة المرافق اختيار وتطبيق مجموعة الحلول المناسبة وإدارتها بالشكل الصحيح. ويتضمن ذلك تقييم ما هو ملائم منها لمرافقهم، والملائم من حيث التكلفة والذي يتوافق مع مستوى معرفة وتدريب موظفيهم. ومع التطور التكنولوجي المتسارع، أصبحت الفرص وفيرة أمام مزودي خدمات إدارة المرافق اللذين لديهم رغبة جادة بانتهازها. ولكن في الوقت ذاته، يمكن أن يؤدي وضع حل متطور في أيدي من لا يملكون المعرفة والخبرة الكافية، خاصةً إن رافق ذلك إدارة سيئة للبيانات، إلى ظهور مشكلات أكثر بكثير من تلك التي كانت بحاجة إلى حل. وكما يقال، المدخلات الخاطئة تؤدي الى مخرجات خاطئة.