بلغت قيمة صناعة إدارة المرافق العالمية حوالي 1،250 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ومن المتوقع أن تنمو لتصل إلى حوالي 1،900 مليار دولار أمريكي بحلول 2029 – أي بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 5.7%. وخلال فترة التوقعات هذه، من المتوقع أن يسجل سوق إدارة المرافق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والذي لا يزال في مرحلة النمو معدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.6%، متجاوزاً بذلك إلى حدٍّ كبير الأسواق الأكثر نضجاً مثل أوروبا والولايات المتحدة.
تعد المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها عبر توسيع الاقتصادات في دول مثل المملكة العربية السعودية ومصر وقطر ودولة الإمارات من المحركات الهامة التي تقف وراء هذا النمو، وكذلك هي التقنيات والاتجاهات الناشئة التي تساهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة للعملاء من القطاعات السكنية والتجارية والصناعية والعامة، والعملاء المؤسسيين. بالإضافة إلى ذلك، بدأت صناعة إدارة المرافق بالتحول من توفير خدمات الصيانة ما بعد البناء إلى المشاركة الفاعلة في المراحل الأولى من تطوير البنية التحتية وتصميم المباني الذكية، مما يسهم بشكلٍ فعال في تحسين جودة بيئات المعيشة والعمل، وتقليل الآثار البيئية، وتقليل التكاليف، وإطالة العمر الافتراضي للأصول.
الاتجاهات الناشئة
وبالتوازي مع ذلك، يستمر دور إدارة المرافق في التطور والتكيّف مع المتطلبات المتغيرة لشركات إدارة الأصول، ويتزايد اعتماده على التكنولوجيا لسد الفجوة بين توقعات العملاء وعروض الخدمات التقليدية. فبالإضافة إلى توفير الخدمات المتعلقة بالنظافة، يتزايد الاعتماد على شركات إدارة المرافق لدمج العمل الفعلي ومساحة المعيشة مع شاغلي المنشأة واستخداماتها. ويُطلب منهم لعب دورٍ فاعل في الإنتاجية وكفاءة المنشآت بشكلٍ عام، ورفاهية مستخدميها وشاغليها. ويجب إنجاز كل ذلك إلى جانب تحقيق أهداف الاستدامة وضمن أطر اقتصادية فعالة. والذي يتطلب بدوره تنسيقاً وثيقاً بين أصحاب المصلحة على مستوى العمليات التشغيلية المختلفة للمنشأة. كما يجب أن تتم مناولة وصيانة الآلات والمعدات، والحفاظ على جودة البيئة واستدامتها، والامتثال للقوانين واللوائح المتغيرة، إلى جانب الإدارة الفعالة للتكاليف والموارد، وذلك دون تعطيل العمليات أو تأخيرها.
وتعد إنترنت الأشياء (IoT) من بين التقنيات الرائدة التي تشكّل مستقبل صناعة إدارة المرافق. فمع اكتساب تبنّي إنترنت الأشياء زخماً متزايداً على مستوى مختلف الصناعات، يمكن لشركات إدارة المرافق الاستفادة من البيانات المولدة من عدد لا يحصى من المصادر في تحسين العمليات على مستوى مختلف الوظائف. ويوفر الوصول السريع إلى البيانات من أجهزة الاستشعار الذكية وعدادات الطاقة والمياه، بالإضافة إلى أدوات رصد مستويات الإشغال والاستخدام لشركات إدارة المرافق المعلومات التي يحتاجون إليها لتحسين العمليات وإدارة عمليات التفتيش ومراقبة الكفاءة وإجراء الصيانة الوقائية وتنظيم استهلاك الطاقة. وقد أصبح دمج التقنيات الجديدة، مثل إمكانية المراقبة عن بُعد، وحلول الأجهزة المحمولة، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي في مجال إدارة المرافق بمساعدة الحاسوب (CAFM) وأنظمة إدارة المباني (BMS) ضرورة لمقدمي خدمات إدارة المرافق لضمان تلبية متطلبات العملاء وتقديم حلول فعالة لإدارة المرافق.
التحديات
يشكّل كل ذلك نقلة نوعية في نهج إدارة الأصول كنموذج خدمات متكامل يمكنه تلبية جميع احتياجات العملاء المتنوعة على مستوى مرافق واسعة النطاق ومتعددة الأغراض، ويمثل في الوقت نفسه أحد أكبر التحديات لشركات إدارة الأصول. فمع استخدام معايير وأنظمة مختلفة للاستخدامات المتنوعة، أصبح دمج تقنيات البناء الذكية وتكييفها مع استخدام الأجهزة المحمولة على مستوى مختلف المنصات والأجهزة يعد عامل نجاحٍ حاسم في إدارة العمليات. كما يجب على مزودي خدمات إدارة المرافق العمل ضمن الأنظمة والمعايير التي تفرضها الحكومة والسلطات البلدية، بالإضافة إلى التوجيهات المتعلقة بالأصول الفردية فيما يخص الصحة والسلامة والاعتبارات البيئية. وبات ضمان الامتثال لجميع هذه المتطلبات بنداً شائعاً اليوم في أي عقد لإدارة المرافق قابل للتطبيق - خاصةً للمؤسسات الكبيرة التي تبحث عن مزود خدمات متكاملة يلبي جميع احتياجاتها في مجال إدارة المرافق.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح يُتوقع من مزودي خدمات إدارة المرافق توسيع نطاق خدماتهم لتغطي أعلى المستويات فيما يخص إمكانية الوصول والعمليات والظروف المناخية القاسية والحالات الاستثنائية. وتعد جائحة كوفيد-19 الأخيرة من الأمثلة الممتازة على حاجة مزودي خدمات إدارة المرافق للعب دورٍ فاعل في حماية صحة ورفاهية المستأجرين ومستخدمي الأصول في ظل الظروف الصعبة وفرضها اللجوء لإجراءات تتكيف مع الظروف المتغيرة باستمرار. ولم يعد الاستعداد للأزمات والأحداث المتطرفة يعتبر أمراً استثنائياً، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من تقديم خدمة شاملة للعملاء.
ويشكّل الاعتماد على التقنيات الجديدة لتقديم الخدمة كوظيفة متكاملة ضمن مصفوفة معقدة من تكنولوجيا المعلومات تحدياً كبيراً هو الآخر. حيث يتضمن حماية خصوصية وأمن البيانات من أجهزة الاستشعار والمراقبة ونقلها على مستوى العديد من المراكز والأجهزة المحمولة والمنصات. وهو تحدٍ يواجه بشكلٍ خاص شبكات المؤسسات ويمتد ليشمل جميع المستخدمين ومقدمي الخدمات. لذلك يتوجب على شركات إدارة المرافق اعتماد إجراءات وبروتوكولات أمنية صارمة ومواكبة التهديدات الجديدة في المشهد التكنولوجي المتغير باستمرار.
التطلعات المستقبلية
بالنسبة لإمداد، الشركة الرائدة في مجال إدارة المرافق في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن التكيّف مع متطلبات العملاء ولعب دورٍ فاعل في عملياتهم متزايدة التعقيد شكّل دائماً ركيزة في كيفية أدائها للأعمال. وبصفتها شريكاً موثوقاً في الكثير من المشاريع العملاقة التي ميزت نمو البلاد، اكتسبت الشركة من خلال هذه الشراكات مهاراتٍ وخبراتٍ ثمينة في إدارة المشاريع المعقدة في البيئات القاسية. وعززت هذه الخبرات نمو الشركة وتوسعها إلى أسواقٍ جديدة كانت بدايتها مصر، مع تطلعاتٍ مستقبلية لخدمة البلدان المجاورة والأسواق عالية النمو فيها. وتوفر هذه الأسواق فرصاً أكبر للمشاركة في مراحل تصميم الأصول، مما يسمح بدمج الأتمتة وتطبيقات الأجهزة المحمولة وإدارة البيانات بمساعدة الذكاء الاصطناعي. إلى جانب ذلك، ومع تزايد أهمية اعتبارات الاستدامة، فإن القدرة على التكيّف مع الظروف القاسية ومخاطبة المخاوف البيئية ستلعب دوراً أساسياً في تعزيز النمو على مستوى مختلف الاستخدامات والخدمات.
لترقية خدمات إدارة المرافق الخاصة بك مع إمداد، أو لاستكشاف سبب الحاجة لجعل إدارة المرافق جزءاً من المنشآت والمشاريع الجديدة، يرجى مراسلتنا على: info@imdaad.ae.