كما هو الحال مع جميع بلدان منطقة الشرق الأوسط، فإن حرارة الصيف الشديدة والغبار والأتربة وغيرها من الظروف المناخية الأخرى السائدة في دولة الإمارات تخلق مخاطر طبيعية تؤثر على جودة الهواء. كما تسهم زيادة استخدام المركبات في المناطق الحضرية أيضاً في تفاقم هذه المشكلة.
ويعد العامل الأكبر في ذلك هو أيضاً أخطر أشكال تلوث الهواء وهو الجسيمات الدقيقة بقطر 2.5 ميكروميتر (PM2.5) وتتضمن جزيئات هواء مثل الغبار والسخام. والتي تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنها يمكن أن تشكل خطراً فعلياً على الصحة.
صرحت شركة IQAir التي تراقب مستويات تلوث الهواء في جميع أنحاء العالم أن المستويات العالية للتلوث في الغلاف الجوي تعني أن "الجميع معرضون لخطر تهيج العين والجلد والحلق بالإضافة إلى مشاكل الجهاز التنفسي". وتشمل التهديدات الخاصة المرتبطة بدولة الإمارات المستويات العالية من الأوزون التي تؤثر على التنفس، والمستويات العالية من الكربون الأسود التي تلحق الضرر بالرئتين وأعضاء الجسم الأخرى.
وتعني مستويات تلوث الهواء في دولة الإمارات أن جودة الهواء الداخلي معرضة هي الأخرى لخطر التأثر سلباً. ولا تقتصر مخاطرة الشركات في هذه الحالة على أيام العمل المهدورة جراء تعرض الموظفين للأمراض المرتبطة بالتلوث، بل تمتد أيضاً إلى انخفاض مستوى الإنتاجية. وفي حين أن تأثير صعوبات التنفس على الأشخاص العاملين في الهواء الطلق قد يكون واضحاً، أظهرت دراسة أجرتها مجلة هارفارد بزنس ريفيو نتائج غير متوقعة وهي أن جودة الهواء يمكن أن تؤثر أيضاً على موظفي المكاتب. حيث وجدت على سبيل المثال أن موظفي الرد على المكالمات كانوا أكثر إنتاجية بنسبة خمسة بالمائة على الأقل حين تم تصنيف مستويات تلوث الهواء على أنها "جيدة" مقارنة بتصنيف "غير صحية".
نظراً لأن جودة الهواء تمثل تحدياً من نوع خاص في المنطقة، ولأن الهواء النظيف أمر حيوي للغاية لبيئة عمل منتجة، يحتاج ملاك ومدراء المباني إلى استخدام الموارد بحكمة. وتلعب أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء دوراً رئيسياً في تحسين جودة الهواء الداخلي. وكما سنوضح بالتفصيل فيما يلي، فإن اتخاذ القرارات الصحيحة هو سر تحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا المتوفرة.
إن أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، خاصةً تلك التي تقوم بترشيح الهواء، بحاجة إلى عناية وصيانة دورية. بل تعد الصيانة الدورية هي الطريقة الوحيدة للتأكد من عمل النظام بأكمله على توزيع هواء نقي ومريح. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التسريبات أو التلف في فتحات ومجاري الهواء إلى تقليل أدائها.
ولا يقتصر التأثير السلبي لسوء الصيانة على الأداء فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تدهور جودة الهواء. إذ يمكن للهواء الذي يمر عبر مرشح يعاني من انسداد شديد أن يلتقط الملوثات والمواد المسببة للحساسية العالقة فيه. (قد تواجه أيضاً فواتير كهرباء أعلى أو أضرار ميكانيكية في الأجهزة بسبب عمل المراوح بجهد أكبر لدفع الهواء عبر المرشح).
تعتبر صيانة أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء مهمة معقدة، لذا يجدر الاستعانة بمتخصصين محترفين مثل إمداد للتأكد من عمل أنظمتك بكفاءة في جميع الأوقات والحفاظ على صحة مستخدمي المبنى الخاص بك.
يمكنك الاختيار من بين مجموعة من أنواع مرشحات الهواء لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، ومنها:
يعد الحفاظ على تدفق الهواء المتجدد (والتخلص من الهواء الفاسد) جزءاً أساسياً من أي نظام للتدفئة والتهوية وتكييف الهواء. وتتضمن بعض طرق تحسين ذلك ما يلي:
تشكل الرطوبة مشكلة كبيرة في دولة الإمارات، لا سيما في المناطق الساحلية مثل دبي حيث يؤدي تبخر مياه الخليج العربي إلى ارتفاع مستوى الرطوبة. ولا يؤدي التحكم غير الفعال في الرطوبة إلى شعور شاغلي المبنى بعدم الراحة فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى نمو العفن الذي يضر بالصحة وبسلامة المبنى نفسه.
ابحث عن أنظمة تدفئة وتهوية وتكييف هواء تعمل على تحسين مستوى الرطوبة بدلاً من تقليله. حيث يمكن للأنظمة الأقل فعالية أن تؤدي إلى التسبب بالجفاف الشديد في المبنى، وبالتالي تفاقم بعض مشاكل الجهاز التنفسي.
إن تطوير سياسة لجودة الهواء الداخلي سيضمن لك الاختيار الصحيح لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وصيانتها وإدارتها على نحوٍ أكثر فاعلية. ويمكن بدء ذلك بالنظر في استخدام برامج الشهادات، أو على الأقل إلقاء نظرة على توجيهاتها. وهي تشمل:
كما هو الحال مع معظم المسائل المتعلقة بالصحة والسلامة، يمكن للموظفين لعب دور هام في الحفاظ على جودة الهواء الداخلي. ضع في اعتبارك تنفيذ برامج تعليمية تذكر الموظفين بأهم الإجراءات التي يتوجب عليهم اتخاذها، بما في ذلك:
قد يشكل الحفاظ على جودة الهواء الداخلي تحدياً في مناخ دولة الإمارات، إلا أن ذلك ممكن من خلال الحصول على المساعدة والدعم المناسبين. تواصل مع إمداد اليوم لنساعدك في اتخاذ خطواتك التالية لتحقيق ذلك.