مقالات من مجموعة إمداد

تحسين جودة الهواء الداخلي لأجل مبنى صحي

Written by Imdaad | 07/07/2023 07:14:31 ص

تفرض الخصائص الجغرافية والثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة تحدياتٍ من نوعٍ خاص فيما يتعلق بجودة الهواء. ويمكن لما تختاره من بين أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، ومزود خدمات إدارة المرافق، التأثير على جودة الهواء الداخلي وتحسين مستوى الراحة في المبنى الخاص بك. إلا أنك بحاجة لاختيار المناسب منها لتحظى بالمزايا الكاملة التي توفرها. فيما يلي ما تحتاج إلى معرفته.

لماذا تشكل جودة الهواء تحدياً في دولة الإمارات العربية المتحدة؟

كما هو الحال مع جميع بلدان منطقة الشرق الأوسط، فإن حرارة الصيف الشديدة والغبار والأتربة وغيرها من الظروف المناخية الأخرى السائدة في دولة الإمارات تخلق مخاطر طبيعية تؤثر على جودة الهواء. كما تسهم زيادة استخدام المركبات في المناطق الحضرية أيضاً في تفاقم هذه المشكلة.

ويعد العامل الأكبر في ذلك هو أيضاً أخطر أشكال تلوث الهواء وهو الجسيمات الدقيقة بقطر 2.5 ميكروميتر (PM2.5) وتتضمن جزيئات هواء مثل الغبار والسخام. والتي تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنها يمكن أن تشكل خطراً فعلياً على الصحة.

فهم تأثير الحرارة والغبار على جودة الهواء الداخلي

صرحت شركة IQAir التي تراقب مستويات تلوث الهواء في جميع أنحاء العالم أن المستويات العالية للتلوث في الغلاف الجوي تعني أن "الجميع معرضون لخطر تهيج العين والجلد والحلق بالإضافة إلى مشاكل الجهاز التنفسي". وتشمل التهديدات الخاصة المرتبطة بدولة الإمارات المستويات العالية من الأوزون التي تؤثر على التنفس، والمستويات العالية من الكربون الأسود التي تلحق الضرر بالرئتين وأعضاء الجسم الأخرى.

وتعني مستويات تلوث الهواء في دولة الإمارات أن جودة الهواء الداخلي معرضة هي الأخرى لخطر التأثر سلباً. ولا تقتصر مخاطرة الشركات في هذه الحالة على أيام العمل المهدورة جراء تعرض الموظفين للأمراض المرتبطة بالتلوث، بل تمتد أيضاً إلى انخفاض مستوى الإنتاجية. وفي حين أن تأثير صعوبات التنفس على الأشخاص العاملين في الهواء الطلق قد يكون واضحاً، أظهرت دراسة أجرتها مجلة هارفارد بزنس ريفيو نتائج غير متوقعة وهي أن جودة الهواء يمكن أن تؤثر أيضاً على موظفي المكاتب. حيث وجدت على سبيل المثال أن موظفي الرد على المكالمات كانوا أكثر إنتاجية بنسبة خمسة بالمائة على الأقل حين تم تصنيف مستويات تلوث الهواء على أنها "جيدة" مقارنة بتصنيف "غير صحية".

التغلب على تحديات تلوث الهواء

نظراً لأن جودة الهواء تمثل تحدياً من نوع خاص في المنطقة، ولأن الهواء النظيف أمر حيوي للغاية لبيئة عمل منتجة، يحتاج ملاك ومدراء المباني إلى استخدام الموارد بحكمة. وتلعب أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء دوراً رئيسياً في تحسين جودة الهواء الداخلي. وكما سنوضح بالتفصيل فيما يلي، فإن اتخاذ القرارات الصحيحة هو سر تحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا المتوفرة.

الفحص والصيانة الدورية

إن أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، خاصةً تلك التي تقوم بترشيح الهواء، بحاجة إلى عناية وصيانة دورية. بل تعد الصيانة الدورية هي الطريقة الوحيدة للتأكد من عمل النظام بأكمله على توزيع هواء نقي ومريح. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التسريبات أو التلف في فتحات ومجاري الهواء إلى تقليل أدائها.

ولا يقتصر التأثير السلبي لسوء الصيانة على الأداء فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تدهور جودة الهواء. إذ يمكن للهواء الذي يمر عبر مرشح يعاني من انسداد شديد أن يلتقط الملوثات والمواد المسببة للحساسية العالقة فيه. (قد تواجه أيضاً فواتير كهرباء أعلى أو أضرار ميكانيكية في الأجهزة بسبب عمل المراوح بجهد أكبر لدفع الهواء عبر المرشح).

تعتبر صيانة أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء مهمة معقدة، لذا يجدر الاستعانة بمتخصصين محترفين مثل إمداد للتأكد من عمل أنظمتك بكفاءة في جميع الأوقات والحفاظ على صحة مستخدمي المبنى الخاص بك.

طرق ترشيح وتنقية الهواء الفعالة

يمكنك الاختيار من بين مجموعة من أنواع مرشحات الهواء لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، ومنها:

  • المرشحات الجسيمائية عالية الكفاءة (HEPA): يمكنها أن تلتقط حتى أصغر الجزيئات للحصول على أفضل نتيجة، خاصة فيما يتعلق بأمراض الحساسية والجهاز التنفسي. إلا أنها تكون عادةً أعلى تكلفة ويمكن أن تتطلب محركات أقوى للحفاظ على تدفق الهواء.
  • مرشحات الهواء المطوية: هي بمثابة حل وسط بين التكلفة والأداء.
  • الألياف الزجاجية: تعتبر هذه المرشحات التي تستخدم لمرة واحدة رخيصة نسبياً إلا أنها تعمل بشكلٍ جيد فقط على الجزيئات الكبيرة.
  • مرشحات الأشعة فوق البنفسجية: تستخدم الضوء للقضاء على الملوثات مثل البكتيريا والفيروسات. لا تقوم بتصفية الغبار والجزيئات الأخرى، لذلك تُستخدم عادةً مع مرشحات أخرى.
  • مرشحات الهواء الإلكتروستاتيكية: تستخدم شحنة كهربائية للتخلص من الجزيئات، وهي مفيدة كخط دفاع أول. إلا أنها تتطلب تنظيف منتظم، ما يجعلها غير مناسبة دائماً للبيئات الصناعية والتجارية.

التهوية السليمة والتحكم بتدفق الهواء

يعد الحفاظ على تدفق الهواء المتجدد (والتخلص من الهواء الفاسد) جزءاً أساسياً من أي نظام للتدفئة والتهوية وتكييف الهواء. وتتضمن بعض طرق تحسين ذلك ما يلي:

  • تعديل صمامات التحكم بمجاري الهواء بدلاً من الاكتفاء بتعديل فتحات التهوية. يكون عمل صمامات التحكم أشبه بحاجز أو صمام للتحكم في كمية الهواء التي تتدفق من أو إلى مساحة معينة.
  • استخدام مراوح عادم لإزالة الهواء. تعمل عادةً كعنصر إضافي خارج نظام التحكم الرئيسي في الهواء، وتوفر دفعة هواء إضافية عند الحاجة.
  • استخدام مبادل هواء ذو جريان تقاطعي. يعمل على زيادة كفاءة المبادلات الحرارية العادية للهواء، لكن يضمن عدم تمكن الهواء الفاسد من الدخول مرة أخرى إلى مساحة ما.

التحكم في الرطوبة

تشكل الرطوبة مشكلة كبيرة في دولة الإمارات، لا سيما في المناطق الساحلية مثل دبي حيث يؤدي تبخر مياه الخليج العربي إلى ارتفاع مستوى الرطوبة. ولا يؤدي التحكم غير الفعال في الرطوبة إلى شعور شاغلي المبنى بعدم الراحة فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى نمو العفن الذي يضر بالصحة وبسلامة المبنى نفسه.

ابحث عن أنظمة تدفئة وتهوية وتكييف هواء تعمل على تحسين مستوى الرطوبة بدلاً من تقليله. حيث يمكن للأنظمة الأقل فعالية أن تؤدي إلى التسبب بالجفاف الشديد في المبنى، وبالتالي تفاقم بعض مشاكل الجهاز التنفسي.

تنفيذ سياسات ومعايير جودة الهواء الداخلي

إن تطوير سياسة لجودة الهواء الداخلي سيضمن لك الاختيار الصحيح لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وصيانتها وإدارتها على نحوٍ أكثر فاعلية. ويمكن بدء ذلك بالنظر في استخدام برامج الشهادات، أو على الأقل إلقاء نظرة على توجيهاتها. وهي تشمل:

  • ASHRAE: يغطي بشكلٍ أساسي الحد الأدنى من معدلات التهوية المطلوبة لحماية الصحة.
  • LEED: يغطي هذا المعيار الأمريكي التأثير البيئي الكلي للمبنى، بما في ذلك جودة الهواء الداخلي.
  • WELL: يعتمد على فكرة معيار LEED إلا أنه يركز بشكلٍ أكبر على تأثير المبنى على شاغليه.

تثقيف سكان المبنى

كما هو الحال مع معظم المسائل المتعلقة بالصحة والسلامة، يمكن للموظفين لعب دور هام في الحفاظ على جودة الهواء الداخلي. ضع في اعتبارك تنفيذ برامج تعليمية تذكر الموظفين بأهم الإجراءات التي يتوجب عليهم اتخاذها، بما في ذلك:

  • إغلاق النوافذ أثناء العواصف الرملية والترابية. (قد يكون من المفيد إرسال رسائل تذكير للموظفين عند توقع هبوب عواصف. ألقِ نظرة على https://www.ncm.ae/maps-radars/uae-radars-network?lang=en للتنبيهات المتعلقة بذلك.)
  • إبلاغ المشرفين على الفور عن أي معدات تالفة في أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، بالإضافة لأي مخاوف بشأن تغيرات غير اعتيادية في درجة الحرارة أو جودة الهواء.
  • عدم وضع أثاث أو صناديق أمام فتحات التهوية.

خطوتك التالية

قد يشكل الحفاظ على جودة الهواء الداخلي تحدياً في مناخ دولة الإمارات، إلا أن ذلك ممكن من خلال الحصول على المساعدة والدعم المناسبين. تواصل مع إمداد اليوم لنساعدك في اتخاذ خطواتك التالية لتحقيق ذلك.