يركز الحدث الذي تنظمه الأمم المتحدة على موضوع محدد في كل عام، وفي 2024 يلفت الانتباه إلى تأثيرات التغير المناخي على الصحة والسلامة المهنية. والذي يشمل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وتلوث الهواء، والأشعة فوق البنفسجية. وحتى دون آثار تغير المناخ، تمثل هذه العوامل مشكلاتٍ أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار في منطقة الخليج نظراً لبيئتها الطبيعية.
تشمل اتجاهات الصحة والسلامة العالمية تركيز أكبر على الصحة المهنية، والاستثمار في معدات الحماية الشخصية، ومعاملة رفاهية الموظفين بنفس أهمية منع وقوع الحوادث الخطيرة.
وقد حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على أخذ كلٍ من الاتجاهات العالمية والعوامل المحلية في الاعتبار في زيادة التنظيم والتوجيه في هذا المجال. وتشمل آخر التحديثات زيادة استخدام التكنولوجيا لتعزيز السلامة وتركيز متزايد على جعل الصحة والسلامة ثقافة متأصلة بدلاً من الاكتفاء بالتركيز على اتباع قوائم التدقيق والتحقق من السلامة.
فيما يلي الركائز الخمس التي تشكل استراتيجية الصحة والسلامة في إمداد:
تلعب كل واحدة من هذه الركائز دوراً أساسياً في تعزيز ثقافة الوعي الجماعي والمسؤولية عن الحد من المخاطر.
ولا يقتصر هذا الإطار على الإدارة والبيروقراطية فحسب، بل يهدف أيضاً إلى تذكير الموظفين بنهج إمداد. وكل واحدة من تدابير الصحة والسلامة المتبعة مهمة في حد ذاتها وتسهم في الوقت نفسه في خلق برنامج شامل يجعل الممارسة الآمنة للأعمال هي الإجراء الافتراضي. وقد أدت التغييرات بالفعل إلى انخفاض عدد إصابات العمل التي تتسبب في تعطل العمل إلى النصف.
يتضمن النهج الجمع بين التكنولوجيا والتغيير التشغيلي. على سبيل المثال، يساعد توفر تطبيق هاتف محمول مديري العمليات في مواقع العمل على متابعة عمليات تفقد الصحة والسلامة، والتأكد من عدم إغفال أي جانب. وفي الوقت نفسه، تم استحداث برنامج زيارات ميدانية يقوم فيها كبار الموظفين بمراقبة الصحة والسلامة إلى جانب نظام إبلاغ مخصص يسهل على الموظفين الإبلاغ عن أي "حوادث وشيكة" يمكن التغاضي عنها بسهولة. وتعتبر عمليات الإبلاغ هذه حيوية لإصلاح المشكلات قبل أن تتحول إلى حوادث أكثر خطورة.
يعتبر اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية في مكان العمل بمثابة تذكيرٍ هام بأن المعركة لجعل الصحة والسلامة جزءاً أساسياً من ثقافة العمل لا تزال مستمرة. ويؤكد على أن الصحة والسلامة تمثل مصدر قلق لكل الشركات، بغض النظر عن حجمها وموقعها وقطاع عملها.
لكن في الوقت نفسه، يجب على الشركات أن تأخذ المنظور المحلي في الحسبان. حيث أن تكييف الرسالة العامة للحدث بحيث تتلاءم مع الاحتياجات والتحديات الفريدة لشركة ما هو الطريقة الوحيدة لتحويل يوم التوعية إلى إجراءات فعلية على أرض الواقع.
وفي المقابل، يحتاج كل موظف إلى التفكير فيما يمكنه فعله للمساهمة في إحداث فرق. حيث أن الأمر لا يتعلق فقط بتدابير سلامة محددة لمهمة أو قطاعٍ ما، بل بالضمانات والإجراءات والمبادئ التي تجعل الصحة والسلامة المهنية هي الثقافة السائدة والنهج الافتراضي.