تستخدم دولة الإمارات 660 مليون علبة مشروبات من الألومنيوم كل عام وتقوم بإعادة تدوير ما يزيد قليلاً عن ثلثها. في بعض البلدان، وصلت معدلات إعادة تدوير مثل هذه العلب إلى أكثر من 95 بالمائة. والذي يعني فرصة كبيرة للتحسين وإمكانية نجاح محتمل سهلة في منع حوالي 440 مليون علبة ألمنيوم من الانتهاء في مدافن النفايات في البلاد كل عام.
بدورنا نؤمن أنه في حال أدرك عدد كافٍ من الأشخاص مدى ملاءمة علب الألمنيوم لإعادة التدوير، فإن هذه الأرقام ستتزايد بشكلٍ كبير. إن علب المشروبات المصنوعة من الألمنيوم هي أقرب ما يكون للمنتج المثالي القابل لإعادة التدوير بشكلٍ لا نهائي لأن ذلك لا يتضمن تقريباً أي فقدان للجودة، مما يعني أنه يمكن إعادة تدوير نفس المادة مراراً وتكراراً.
ولا تلغي هذه العملية الحاجة إلى استخراج ألمنيوم جديد فحسب، بل تستخدم خمسة بالمائة فقط من الطاقة اللازمة لصنع علبة جديدة من الصفر.
كجزء من فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد مؤخراً في دبي، انضمت دولة الإمارات إلى كلٍ من البرازيل والولايات المتحدة لتكون الدولة الثالثة التي تتبنى حملة "التدوير يبدأ بعلبة" المعروفة باسم Every Can Counts عالمياً. وقد وضعت دولة الإمارات هدفاً طموحاً لإعادة تدوير 80% من علب الألمنيوم بحلول عام 2030 و100% بحلول 2050.
ولمعرفة مدى تأثير ذلك، إذا حذت كل دولة حذو دولة الإمارات وحققت هذا الهدف، فإنها ستتخلص مما يعادل 60 مليون طناً من انبعاثات غازات الدفيئة كل عام. ووفق وكالة حماية البيئة الأمريكية فإن ذلك يعادل الانبعاثات الناتجة عن استخدام الطاقة في أكثر من 7 ملايين منزل. بعبارة أخرى، يعادل ذلك التخلص من الانبعاثات الصادرة عن 151 محطة لتوليد الطاقة تعمل بالغاز.
تدعو الحملة إلى اتباع نهج "Can Do"، وهو تلاعب مرح في الكلمات ينقل رسالة جادة. لكن يحتاج تحسين معدلات إعادة التدوير إلى تغييرات حقيقية في كل قطاع:
تعمل إمداد بالفعل بجد لتعزيز جهود إعادة تدوير الألمنيوم من خلال قسم الخدمات البيئية الرائد التابع للمجموعة. ويتضمن ذلك تسهيل إرسال المواد لإعادة التدوير على المؤسسات والأفراد، على سبيل المثال من خلال عمليات التجميع المنتظمة، وتدقيق النفايات، ونقاط الاستلام المحلية. كما تشمل استراتيجية إمداد أيضاً عملية إعادة تدوير قائمة على التكنولوجيا من خلال منشأة فرز لاستعادة المواد التابعة لها، والتي تستخدم أحدث التقنيات في هذا المجال مثل المغناطيس والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة لفصل النفايات المختلطة وعزل واستعادة المواد الفردية القابلة لإعادة التدوير.
كما أننا نلعب دوراً رائداً أيضاً في تثقيف المجتمع وتوعيته، سواءً من خلال برامج التوعية المجتمعية أو عبر مبادراتنا المدرسية حيث تزور شخصيتنا المحبوبة "خضّور" التي تحظى بشعبية كبيرة المدارس المحلية للالتقاء بالأطفال وتثقيفهم بمنافع إعادة التدوير.
كثيراً ما ننظر إلى التغير المناخي باعتباره مشكلة جادة تتطلب حلولاً جذرية واسعة النطاق مثل إنشاء بنية تحتية للطاقة المتجددة أو تغيير الطريقة التي يتنقل بها البشر للعمل أو الترفيه. وفي حين أن ذلك يعد عاملاً هاماً في حل المشكلة، لا ينبغي لنا أن نغفل عن التغييرات البسيطة التي يمكن لأي شخصٍ القيام بها، حتى لو كانت فعلاً بسيطاً مثل وضع علبة مشروب مستعملة في سلة إعادة التدوير المخصصة لذلك.
تهدف حملة "التدوير يبدأ بعلبة" إلى تغيير المواقف والبنى التحتية والسلوكيات من أجل سد الفجوة الكبيرة في قدرة دولة الإمارات على مواجهة التحديات البيئية للقرن الحادي والعشرين.
وهي حملة تتطلب مشاركة الجميع من أفراد وشركات ومنظمات وحكومات لضمان نجاحها. وتفخر إمداد بالقيام بدورها من خلال تبنّي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لجعل عملية إعادة التدوير أكثر راحة وسهولة وإنتاجية، وأكثر ملاءمة من حيث التكلفة.