إن السيطرة على الحرائق هي علمٌ معقد ودائم التطور لكن يعتمد في الأساس على معادلة بسيطة للغاية. يحتاج الحريق إلى وقود وحرارة وأكسجين للاشتعال، ودون وجود هذه العناصر الثلاثة، لا يمكن أن يستمر. وفهم وتوظيف هذه المعادلة هو سر عمل المجموعة الواسعة من التقنيات المستخدمة لتجنب الحرائق واخمادها والحد من أضرارها، على الرغم من اختلاف آثار كلٍ منها على عملية التنظيف اللاحقة.
ما هو مثلث الحريق؟
يحدد مثلث الحريق التقليدي ثلاثة عناصر ضرورية لاشتعال أي حريق واستمراره (تضيف بعض النماذج عنصراً رابعاً كما سنذكر لاحقاً)، ولهذه العناصر أهمية خاصة في المنشآت التجارية.
الوقود
عادةً ما ننظر إلى الوقود على أنه مادة نقوم بحرقها عن عمد للحصول على الطاقة، لكن فيما يتعلق بمثلث الحريق هي أي مادة قابلة للاحتراق. تحترق بعض المواد بسهولة أكبر من غيرها، بما في ذلك الكثير من المواد شائعة الاستخدام في المنشآت التجارية مثل المواد الكيميائية والورق والخشب.
الحرارة
تتفاعل الحرارة مع مصدر الوقود بطريقتين. بعبارات مبسطة، نقطة الاشتعال هي درجة الحرارة التي يشتعل عندها الوقود بينما نقطة الحريق (التي تكون عادةً أعلى بقليل) هي درجة الحرارة التي يمكن أن يستمر الوقود عندها في الاحتراق. ويمكن للمعدات والآلات الكهربائية أن تزيد من درجة الحرارة وتساهم في حدوث هذه العملية، على الرغم من أن شرارة صغيرة يمكنها إنتاج حرارة كافية لإشعال حريق.
الأكسجين
العنصر الضروري الآخر لاشتعال حريق هو الأكسجين. والذي يتفاعل مع الوقود لإطلاق حرارة وبالتالي يحافظ على استمرار عملية الاحتراق. يشكّل الأكسجين 21% من الغلاف الجوي للأرض، مما يعني أن أي حريق يمكن أن يستمر لبعض الوقت حتى في مكان مغلق قبل أن ينطفئ "بشكلٍ طبيعي".
ماذا عن العنصر الرابع؟
تستخدم بعض النماذج مصطلح "هرم الحريق" الذي يشير إلى حقيقة أن الحريق يتضمن عنصراً رابعاً هو التفاعل الكيميائي المتسلسل. وفي حال توقف هذا التفاعل المتسلسل، لا يمكن أن يستمر الحريق حتى لو كانت العناصر الثلاثة الأخرى لا تزال موجودة.
استخدام مثلث الحريق لمكافحة الحرائق
يشكّل توظيف مثلث الحريق (أو هرم الحريق) سر النجاح في مكافحة الحرائق لأنه يسمح باستخدام مجموعة من تقنيات إخماد الحريق التي يعتمد كلٌ منها على إزالة عنصر واحد على الأقل من العناصر الضرورية لاشتعال الحريق. ومن أمثلتها:
- أنظمة رش المياه – تعمل على تقليل الحرارة حتى تصل إلى ما دون نقطة الاشتعال ونقطة الحريق.
- طفايات ثاني أكسيد الكربون – تعمل على إزالة الأكسجين الأقرب إلى النار. والهدف هو حرمان النار من الأكسجين لفترة كافية حتى تنطفئ تماماً دون إمكانية اشتعالها من جديد عند عودة الهواء المحيط بالنار إلى مستواه الطبيعي.
- طفايات الحريق الرغوية – تعمل على إنشاء حاجز بين الوقود الموجود في النار والأكسجين المحيط به.
- طفايات الحريق الكيميائية الجافة – تستخدم مسحوقاً ناعماً لإنشاء حاجز كما تفعل الطفايات الرغوية إلا أنها تقوم في نفس الوقت بإيقاف التفاعل الكيميائي.
- أنظمة إخماد الحريق – تستهدف على وجه التحديد منع "الحلقة المفرغة" للحريق من خلق المزيد من الحرارة والاستمرار في الاشتعال. وهذه الأنظمة قادرة على إخماد الحرائق بسرعة كبيرة وتجنب الأضرار والبقايا الناجمة عن تقنيات مكافحة الحريق الأخرى. ومن أمثلتها FM-200، وهو نظام إخماد حريق شائع الاستخدام في دولة الإمارات.
تم تصميم بعض طرق السيطرة على الحرائق للحد من أضرار الحرائق بدلاً من تجنبها. على سبيل المثال، يمكن لسياسات إدارة النفايات والتخزين الآمن أن تقلل من الوقود المتوفر (مثل الورق أو المواد الأخرى القابلة للاحتراق) في حال نشوب حريق.
الخلاصة
يسمح مثلث الحريق باستخدام مجموعة كبيرة من تقنيات إخماد الحريق المختلفة، ولكلٍ منها مزاياها النسبية المفيدة في سيناريوهات الحرائق المختلفة. ويمكن للخبراء تقديم المشورة حول النظام الأمثل لمنشأة ما، بناءً على مخاطر الحرائق والميزانيات ومتطلبات التنظيف والمخاوف المتعلقة بالسلامة إلى جانب العديد من العوامل الأخرى.
لمعرفة المزيد عن كيفية استفادة كلٍ من إمداد وفيجن سيفتي من هذه الخبرة والمعرفة لحماية أعمالكم ومنشآتكم وتعزيز السلامة من الحرائق في دبي، تواصلوا معنا اليوم.