يعد التعامل مع النفايات وتوليد الطاقة دون التسبب في أضرار بيئية من أكبر التحديات الخضراء في عصرنا الحديث. إلا أن إمداد تعمل اليوم على التغلب على هذين التحديين من خلال إطلاق محطة مبتكرة للوقود المشتق من النفايات تقوم بتحويل النفايات غير القابلة لإعادة التدوير إلى مصدر طاقة.
ما هو الوقود المشتق من النفايات؟
تُستخدم النفايات التي ينتهي بها المطاف عادةً في مكبات النفايات في صنع الوقود المشتق من النفايات. لذلك يتكون هذا الوقود من النفايات التي لا يمكن إعادة تدويرها بشكلٍ اقتصادي أو التي لا يمكن حرقها في شكلها الخام بطريقة آمنة وغير ملوثة للبيئة.
يشكّل التعامل مع هذه المواد دائماً تحدياً في مجال إدارة النفايات، إلا أن حل الوقود المشتق من النفايات يساعد في تحويلها من مشكلة إلى موردٍ مفيد.
نظرة على محطة فرز الجديدة للوقود المشتق من النفايات
تقع المحطة الجديدة للوقود المشتق من النفايات التابعة لمجموعة إمداد في منشأة فرز لاستعادة المواد الواقعة في مجمع الصناعات الوطنية بدبي. تقوم منشأة فرز بمعالجة 1,200 طناً من النفايات الصلبة يومياً، معظمها عبارة عن نفايات بلدية مختلطة. حيث تعمل خطوط الفرز والاستعادة الآلية في المنشأة على تحديد وإزالة المواد القابلة لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام مثل الرقائق المعدنية والمعادن وبعض أنواع المواد البلاستيكية. وتقوم المنشأة بعد ذلك بضغط المواد المتبقية غير القابلة للاستخدام لتقليص المساحة التي تشغلها بشكلٍ كبير. ويتم إرسال المواد التي يتم فصلها إلى مجموعة من شركاء إعادة التدوير.
في السابق، كانت المواد غير القابلة للاستخدام تنتهي بالكامل في مدافن النفايات، والذي لم يكن حلاً ملائماً أو مستداماً، حتى عند إرسالها بعد ضغطها. لكن بفضل محطة الوقود المشتق من النفايات، انخفضت الحاجة لمدافن النفايات إلى النصف في المتوسط. والذي يعني أنه يتم من بين 1,200 طناً من النفايات الصلبة استعادة حوالي 50 بالمائة وإعادة تدويرها، ويتم تحويل 25 بالمائة أخرى إلى وقود مشتق من النفايات، ويتبقى 25 بالمائة منها فقط غير مستخدم.
عملية صنع الوقود المشتق من النفايات
يتمثل العاملان الأساسيان في إنتاج الوقود المشتق من النفايات في استخراج المواد القابلة للاستخدام وتحويلها إلى هيئة متجانسة. وتتضمن أولى مهام العملية ترشيح مواد مثل الورق المقوى والملصقات وبعض أنواع المواد البلاستيكية والمواد المموجة الأخرى. والتي عادةً ما تتكون من طبقاتٍ متعددة، بحيث لا يكون من المجدي اقتصادياً فصلها لإعادة التدوير. لكن من الآمن حرق الطبقات الفردية للحصول على الوقود. وتتضمن عملية الترشيح استخدام قطع مغناطيس لإزالة المعادن والغربلة الميكانيكية لإزالة الزجاج، لأن كليهما غير قابل للاحتراق.
تتمثل المهمة الثانية في جمع المواد القابلة للاحتراق بشكلٍ آمن معاً لصنع مادة واحدة متسقة، وهي كريات أو حبيبات الوقود. ويتم في ذلك استخدام مجموعة من التقنيات بما في ذلك التقطيع والفصل الباليستي والتكوير.
تختلف استخدامات هذه الحبيبات. حيث تستخدم إمداد بعضاً من الوقود المشتق من النفايات لتشغيل منشأة فرز، لتصبح بذلك نموذجاً مثالياً للاقتصاد الأخضر الدائري. ويمكن إرسال الوقود الزائد إلى الشركاء التجاريين، لاستخدامه على سبيل المثال كبديل للفحم والوقود الأحفوري في مصانع الإسمنت.
المنافع البيئية للوقود المشتق من النفايات
على الرغم من أن عملية صنع الوقود المشتق من النفايات معقدة من الناحية الفنية، إلا أن فكرتها بسيطة وواضحة. وتشمل منافعها البيئية الكثيرة التي لا تحصى:
في بيئة عمل إمداد، يقلل الوقود المشتق من النفايات الحاجة لمدافن النفايات إلى النصف، والتي تستهلك واحدة من أهم الموارد الطبيعية: أرضنا.
كما أن تقليل مدافن النفايات يعني تقليل انبعاثات غازات مدافن النفايات، التي يتم توليدها وإطلاقها نتيجة قيام البكتيريا بتفتيت المواد العضوية لإنتاج غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون. وحسب مشغلي محطة مماثلة في المملكة المتحدة، فإن كل طن من النفايات يتم تحويله بعيداً عن مدافن النفايات يتخلص مما يعادل 0.54 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
يؤدي تقليل الحمل على مدافن النفايات بدوره إلى تقليل الوقود اللازم لنقل النفايات غير الصالحة للاستخدام إلى مواقع مدافن النفايات. (في حين يتم نقل بعض الوقود المشتق من النفايات من منشأة فرز إلى الشركاء التجاريين، إلا أنه يتم تعبئته بشكلٍ أكثر كفاءة من حيث الوزن والمساحة مقارنة بنفايات مدافن النفايات).
يؤدي استخدام الوقود المشتق من النفايات إلى تقليل الحاجة إلى الوقود الأحفوري بشكلٍ كبير في قطاعات مثل تصنيع الخرسانة. وفي بعض الحالات، يمكن أن يحل بشكلٍ جزئي أو كلي محل الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء.
الخلاصة
يعد الوقود المشتق من النفايات أحد أهم طرق تقليل الأثر البيئي بفضل التأثير المزدوج لهذه التقنية: تقليل مدافن النفايات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما يعمل على تحويل عملية التخلص من النفايات من مشكلة إلى وسيلة للاستفادة من موردٍ جديد للطاقة.
لطالما كانت إمداد رائدة في تشجيع الممارسات المستدامة في دبي، حيث تقوم منشأة فرز بتقليل الحاجة لمدافن النفايات إلى النصف من خلال استعادة المواد القابلة لإعادة الاستخدام. وترتقي محطة الوقود المشتق من النفايات بهذا النهج إلى آفاقٍ جديدة من خلال تحويل النفايات التي يحتمل انتهاءها في مدافن النفايات إلى مادة مفيدة بيئياً.
والتأثير المباشر لذلك واضح. حيث لاحظت الجهات التي تتعامل مع النفايات مثل البلديات والشركات تقليل تأثيرهم البيئي أكثر بكثير من ذي قبل، في حين أصبح عملاء الوقود المشتق من النفايات يملكون مورداً جديداً لمادة صديقة للبيئة.
على المدى الطويل، تأمل إمداد في إلهام الأجيال القادمة. ومن خلال استخدام النفايات على شكل وقود لتشغيل منشأتها الخاصة لإدارة النفايات، فإنها تثبت إمكانية تطبيق نهجٍ دائري على أرض الواقع.
لمعرفة المزيد عما يمكن أن تقوم به إمداد ومنشأة فرز لمساعدة شركتك على تقليل تأثيرها البيئي، اتصل بنا.