مكافحة الفيضانات: اليوم وفي المستقبل


14/05/2024 10:23:48 ص

Dubai fight against floodingشهدت دولة الإمارات العربية المتحدة فيضاناتٍ غير مسبوقة مؤخراً، والتي دفعت فريق إمداد إلى المساعدة في جهود الاستجابة بحلول قصيرة وطويلة الأمد. حيث ساعدت الاستجابة الفورية العملاء على التعامل مع الكميات الهائلة من مياه الامطار، في حين تستكشف الاستجابة طويلة الأمد كيف يمكن للتكنولوجيا أن تجعل المدن أكثر مرونة في مواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية.

يوم درامي

شهد يوم 16 أبريل هطول أكبر كمية أمطار على دولة الإمارات منذ 75 عاماً. وفي المنطقة الأكثر تأثراً بذلك، وهي مدينة العين، تم تسجيل أكثر من 254 ملم من الأمطار. والذي يعادل عامين من متوسط هطول الأمطار في يوم واحد. وكان تأثيرها على المنطقة واضحاً في صور الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء الأوروبية.

ومن غير المستغرب أن تكون نتائج هذا الكم غير المسبوق من المياه بمثابة تحدٍ هائل للبنية التحتية. وكانت وسائل النقل هي الضحية الأكثر تأثراً، حيث تم إلغاء الرحلات الجوية، وغمرت المياه الطرق، وتقطعت السبل بالموظفين في مكاتبهم. وأصبح شارع الشيخ زايد الشهير يعج بالسيارات المهجورة والمغمورة بالمياه. وفي الوقت نفسه، غمرت المياه العديد من المنازل والمباني وتسببت في انقطاع الكهرباء فيها.

مواجهة التحدي

شهدت جهود الاستجابة تعاون السلطات والسكان والقطاعات المعنية في مواجهة الفيضانات. وبدورها استخدمت إمداد خبراتها ومعداتها في مجال إدارة المرافق لمساعدة العملاء المتضررين من الفيضانات.

شمل ذلك الاستجابة لأكثر من 200 نداء مساعدة على مستوى شبكة عملاء إمداد. ومن خلال أسطول مكون من 30 خزاناً متنقلاً لنزح المياه و75 ناقلة مياه، ساعدت فرقنا في إزالة 500,000 متر مكعب من مياه الأمطار. لقد كانت مهمةً ضخمة، بذلت فرقنا الكثير من الوقت والجهد في سبيل إنجاحها.

بعد الاستجابة المباشرة، حولت إمداد اهتمامها إلى العواقب الأقل دراماتيكية لكنها بالقدر نفسه من الأهمية. على سبيل المثال، ساعدت في نشر التحذيرات الرسمية للعملاء بشأن دخول مياه الفيضانات إلى العديد من الخزانات الأرضية وخزانات المياه. مما جعل من الضروري تنظيف وتعقيم الخزانات للحد من مخاطر حالات التسمم والعدوى الجلدية.

الخطوات التالية

على الرغم من أننا نأمل في أن تمر سنواتٌ طويلة قبل أن تشهد دولة الإمارات هطول أمطار بهذه الغزارة مرة أخرى، إلا أن الحادثة تعد بمثابة تذكير بمخاطر المناخ الذي يزداد تقلباً يوماً بعد يوم. ومن الواضح أن مجرد التفاؤل بحدوث الأفضل والاكتفاء بالقدرة المحدودة على التعامل مع مستويات المياه "العادية" لم يعد خياراً واقعياً بعد الآن.

بالعمل مع المهندسين المعماريين وشركات البناء ومخططي المدن، يجب على مديري المرافق أيضاً لعب دورٍ أساسي في تطوير البنية التحتية لدولة الإمارات لتتمكن من مواجهة المخاطر المتزايدة. وفي هذا الخصوص، تتمتع شركات إدارة المرافق بخبرة ومعرفة فريدة من نوعها في إدارة مثل هذه المخاطر على أساسٍ يومي، فضلاً عن خبرتها في الموازنة بين الحاجة إلى الاستعداد للأسوأ والالتزام بميزانياتٍ واقعية في نفس الوقت.

ومن المحتمل أن يتضمن ذلك بعض التفكير المبتكر إلى جانب استعارة الأفكار من أماكن أخرى من العالم. على سبيل المثال، بدأت مدينة أمستردام في هولندا في تطوير "أسقف خضراء وزرقاء" تغطي أسطح المباني بنباتات مصممة خصيصاً لالتقاط مياه الأمطار، والتي يكون تأثيرها أشبه بالإسفنجة. ففي الأوقات العادية، يمكن الاحتفاظ بالمياه التي يتم التقاطها ومن ثم إطلاقها ببطء للاستخدام في البيئات المنزلية والصناعية، لتنظيف المراحيض على سبيل المثال. وعند التنبؤ بالعواصف، يمكن لعملية إطلاق مُدارة أن تقوم بصرف المياه بأمان وسرعة أكبر. والذي يؤدي في النهاية إلى استعادة السقف لقدرته الكاملة على امتصاص مياه الأمطار.

تتطلب مثل هذه الأساليب استخدام أجهزة استشعار للمراقبة عن بُعد (والتي يجب بطبيعة الحال أن تكون قادرة على الصمود في وجه الظروف المناخية القاسية) إلى جانب أدوات تحليل. وهو مجالٌ تتمتع فيه إمداد بخبرة واسعة بالفعل من خلال الخدمات التي توفرها مثل مراقبة جودة المياه في حمامات السباحة.

الخلاصة

إن الحل الذي تقدمه أمستردام هو مجرد نهجٍ واحد لمواجهة مثل هذه الظواهر، وقد يكون أقل ملاءمة للمناخ الفريد لدولة الإمارات. إلا أنه يُظهر كيف يمكن للتفكير الإبداعي أن يتحد مع الخبرة والتكنولوجيا المتاحة للتعامل مع التحديات المتغيرة والمتزايدة التي تواجه البنية التحتية. مع إمداد، يمكنك التأكد من أننا نبحث في جميع السبل الممكنة لجعل البيئة الحضرية لدولة الإمارات أكثر كفاءة ومقاومة لأي ظروف مناخية تواجهنا. ونتطلع إلى مواصلة لعب دورٍ رائد في مثل هذه الجهود، وحماية عملائنا ومجتمعنا ككل.