تتمثل الخطوة الأولى بطبيعة الحال في اختيار ضوء الشمس الطبيعي حيثما كان ذلك ممكناً لتقليل الاعتماد على الإضاءة الاصطناعية. فالإضاءة الطبيعية ليست أفضل لعينيك فحسب، بل أيضاً تحسن الحالة المزاجية، وتعزز الإنتاجية، وترفع مستويات فيتامين (د) في الجسم. ويمكن تحقيق استفادة أكبر من خلال تركيب نوافذ موفرة للطاقة وأغشية تظليل تنظم امتصاص الحرارة وتحافظ على الخصوصية مع السماح للضوء الطبيعي بالمرور من خلالها. ضع في اعتبارك أيضاً تركيب مصابيح ليد وأنظمة إضاءة ذكية تقوم تلقائياً بتعديل شدة الإضاءة حسب الضوء الطبيعي المتوفر ومستويات إشغال المساحات.
يمكن أن يكون لاستخدام الطاقة الشمسية أيضاً تأثير كبير فيما يتعلق بتوليد وإدارة الطاقة. وفي دولة الإمارات ومنطقة الخليج بشكلٍ عام، حيث أشعة الشمس الوفيرة التي يمكن الاستفادة منها، فإن تبني نظام طاقة شمسية لدعم طاقة الشبكة الكهربائية يمكن أن ينتج عنه تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف التشغيلية للمنشآت. وإلى جانب مزاياها الواضحة فيما يخص الاستدامة والبيئة، تعد الطاقة الشمسية أيضاً مصدراً فعالاً للطاقة يمكن الاعتماد عليه ويمكن تكييفه مع الإنشاءات الحالية والجديدة، ويمكن أن يعمل جنباً إلى جنب مع موارد طاقة الشبكة الكهربائية بفعالية وكفاءة.
يمكن بدء إجراءات العزل والحماية من العوامل الجوية بأقل قدر من الجهد لتجنب تسرب الطاقة من الفجوات والشقوق. كما يعد فحص الأبواب والنوافذ أيضاً نقطة انطلاقٍ جيدة، إلى جانب الاستخدام الفعال للمواد الواقية من عوامل الطقس التي تمنع تسرب الهواء والذي يمكن القيام به بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عزل الجدران والأسقف والنوافذ لتقليل انتقال الحرارة يمكن أن يقلل بشكلٍ كبير من استهلاك الطاقة مع الحفاظ على درجات حرارة داخلية مريحة. ومن الإجراءات الأخرى التي تعتبر أساسية لترشيد استهلاك الطاقة هو التأكد من تنظيف وصيانة وحدات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء بانتظام. حيث يعمل ذلك على تحسين جودة الهواء ويضمن عمل الأجهزة بكامل طاقتها.
يمكن أن يساهم تصميم وتنفيذ برنامج لإدارة الطاقة بشكلٍ كبير في تحسين وكفاءة استهلاك الطاقة. وتتوفر تجارب تثبت فعاليتها، ويمكن لمزود كفؤ أن يحقق وفورات طويلة الأمد باتخاذ تدابير بسيطة وفعالة لترشيد وتحسين استخدام الطاقة تشمل الاستخدامات السكنية والتجارية والصناعية والمؤسسية.
يبدأ ذلك بتدقيق استخدام الطاقة، وتركيب أنظمة مراقبة طاقة متطورة لتتبع أنماط استهلاك الطاقة من أجل تحديد أوجه القصور ومجالات التحسين. وعادةً يتضمن ذلك تركيب نظام أتمتة ذكي للمباني للتحكم في استخدام الطاقة وتحسينه استناداً إلى البيانات وأنماط الإشغال الآنية. ويؤدي استخدام منظمات الحرارة الذكية وضوابط تحكم قائمة على المناطق لتنظيم درجات الحرارة إلى تجنب البرودة الزائدة أو السخونة الزائدة أو استهلاك الطاقة في المساحات الفارغة. والذي يؤدي بدوره إلى تحقيق وفورات كبيرة في الطاقة على الفور، وتمتد منافعه على مدى العمر الافتراضي للمنشأة. كما يمكن تحقيق المزيد من التحسينات من خلال تركيب عدادات فرعية لمراقبة استهلاك الطاقة في مناطق أو أقسام معينة، مما يسمح بتنفيذ استراتيجيات توفير طاقة مستهدفة حيثما تكون هناك حاجة إليها.
تعد التوعية والتثقيف جزءاً لا يتجزأ من أي استراتيجية تهدف للحفاظ على الطاقة وإدارتها. ويمكن أن يسهم تثقيف شاغلي المباني وتشجيع السلوك الواعي لاستخدام الطاقة بشكلٍ كبير في خلق نهجٍ تعاوني من قبل أصحاب المصلحة. كما يمكن أن يساعد عرض الوفورات المحققة والمنافع البيئية من أجل تشجيع الممارسات الموفرة للطاقة في زيادة الوعي بين شاغلي أي مبنى حول أهمية الحفاظ على الطاقة ودورهم في تقليل استهلاك الطاقة. وتنفيذ مبادرات توفير الطاقة ودعمها بالموارد، مثل نصائح وإرشادات توفير الطاقة يساعد شاغلي المبنى على اتخاذ قرارات واعية وإشراكهم في الممارسات الإيجابية التي تصب في مصلحة جميع المعنيين.
من خلال اعتماد استراتيجيات إدارة الطاقة هذه المتكيفة مع الطقس، يمكن لشركات إدارة المرافق المتكاملة في دبي ودولة الإمارات بشكلٍ عام أن تلعب دوراً هاماً في الحد بشكلٍ كبير من استهلاك الطاقة، وتعزيز الاستدامة، والمساهمة في تحسين الرفاهية العامة في مساحات العمل والمعيشة، والبيئة ككل.
للتحدث إلى إمداد حول كيفية تحسين كفاءة الطاقة في المبنى الخاص بك، تواصل معنا من هنا.